الشك (قصة قصيرة جدا)

اجتاحني الشك كما يجتاح الزلزال أوساكا كوبي فيهزها بلا رحمة، انهارت مباني الحب والطمأنينة الشاهقة التي شيدتها على مساحات القلب في لمح البصر. استبد بي فتحولت منديلا أحمرا واندسست في جيب جاكيت بذلته السوداء. ارتدى البذلة وتطيَّب، صرت ملتصقة بقلبه تماما. داخل سيارته الفارهة السائرة بتؤدة في زحمة الطريق، كانت نبضات قلبه ترتفع بين الفينة والأخرى، وكلما تطلعت من جيبه إلى الخارج لاستكشاف الأمر، رأيت فتاة فاتنة على الرصيف تَمشِي الهُوَينَا كَمَا يَمشِي الوَجي الوَحِلُ بسروال جينز أو فيزون. ركن السيارة وترجَّل، هناك داخل المقهى كانت امرأة صارخة الجمال بانتظاره، ملؤها اللهفة والشوق. جلست وِجاهَهُ والعرق ينزُّ من جبينها خجلا وارتباكا، سحبني من جيب الجاكيت وجففه. امتعضتُ، تأفَّفتُ، وخفتُ، حين دعتهُ إلى بيتها لكأس نبيذ، أن يُجفف بي أشياء أخرى محتملة. في لمح البصر استحلتُ حبلا وأقمت لشكي مشنقة من بلادة وعدم اكتراث.
شاركه على جوجل بلس

عن نون

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق