باص (قصة قصيرة)

جلس بكل أناقته ووسامته. ساقٌ على ساقٍ، كنت أجلس في الجهة المقابلة. تحرّك باص الرغبة على مسالكي الغائصة في الشبق. تسابقه جحافل عطره الساري في مسام الروح. انتصب الصدر، اصطكت شفرة فينوس بشفرة إنانا، وانهمر لهيب البدن شلالاً على مسارب اللحظة. تحلحلتُ، دعكتُ بتحتي البضّ شيطان الغواية الغضّة، علّني أقتل في قصائدي الداعرة، لكن، فلتَ من قبضتي الشيطان وتسرّب في أدغالِ نواياي أعمق ليحرّضني على وأدِ ما تبقى في من حياء الصحراء. نهض وتوقف في رواق الباص، انتفضت وانتصبت أمامه، كانت الفكرة العاهرة تجذبني إليه بعنف، أشعر بي أدنو منه رويدًا، رويدًا، ألتصق به برفق. في غمرة الانتشاء، وشيئي يهامس شيئه، دفعني عنه بكل قسوة، بصق في وجهي، نحنحت، همهمت وتنحّيت، أفسحت له الطريق ليهبط. على مهبط الباص، لامستْ ساقيَّ المكشوفتين حافة السرير، التفتُّ ورائي، كان ما يزال غارقا في سباته، بعد ليلة قضيناها خاوية إلا من أقداح الكلام المرصع بقصائد باردة كالصقيع.
شاركه على جوجل بلس

عن نون

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

3 التعليقات:

  1. رفيعة المستوى ، أنت وقصتك ، أستاذة جيهان

    ردحذف
  2. ورفيع القراءة وجميل كما اسمكَ صديقي...

    ردحذف
  3. اّه ..ايتها الالهة الذائبة في الكاس ..الماخور قريب اقرب من موتي ..تعال نتصفح وجهينا فوق دنان الخمر ..الرحل بعيد وهذا الاخصاء النابت في الصحراء يلوك الروح الغارب في التيه ويحتفل بالعهر الموشوم في رغوة كاسي ..تعال نحصي دقات القلب المخبوء تحت بيوض النمل ..لا تترك للريح نافذة الليل ..الشبق العاصف في الصحراء دبق والعطر هباء ...

    ردحذف